تضامنت مع ثورة مصر..فإذ برأسي تحت يدي “الجنرال” ماجدة !!

شهادة من داخل حجز المباحث العامة في غزة

من نافذة دورة المياه في غرفة الحجز بالمباحث العامة في مبنى الجوازات يوم الاثنين الماضي31-1-2011، لمحتها دافئة جميلة أبية نقية وخلفيتها سماء زرقاء، على عكس سجني البارد القبيح المذل الملوث بالكراهية، بذاك الهدوء وميلها المتسامح مع الريح بثت الطمأنينة في قلبي رغم كل ألمي المحيط بي بين سجانات ومحققات أقل ما يقال عنهن أنهن ظالمات. إنها شجرة الكينيا (الكاليبتوس) التي ظلت ترافقني منذ طفولتي التعيسة في مخيم رفح حتى هذه اللحظات المؤلمة.

لم أكن أعرف أن شجرة الكينيا ستكون رمزا لشموخ وطمأنينية في عدة إحتلالات بحياتي بدأت منذ الانتفاضة الأولى إذ كنت أذهب إلى المدرسة الابتدائية في أواخر الثمانينات مرتعبة من الجنود الاسرائليين ومختبئة في أول “خص” دجاج نقابله نحن اللواتي كانت أحجامنا الصغيرة وقتها تجعلنا نغطس بأي فتحة عند الجيران، وفي لحظات الخوف واللهاث والدخان تلك والصراخ كنت على الدوام ألمح أوراق شجرة الكينيا هادئة كأنها عقد من لآلئ خضراء متراصة، وتغلق الألم وتضفي صمتا فلا نعد سوى أنا وهي في المشهد.

قبل خمسة أيام كانت معي لآلئ شجرة الكينيا هذه في قاعة الحجز بمبنى المباحث العامة بغزة، حين أهانتنا وتعمدت إذلالنا ثلاث فتيات من الشرطة النسائية، فكلهن غير متزوجات ولم يتجاوزن الخمسة والعشرين عاما، وأسمائهن هي -فعلى ما يبدو ينسين وينادين بعضهن البعض بأسمائهن الحقيقية لأنهن غير جديات في السرية كما هم رجال الشرطة الذين يحرصون على كنيات أبو النور وأبو المعتصم- : أسماء وروان وماجدة وهي الوحيدة التي لا ترتدي نقابا، وأرجو أن تتذكروها جيدا لأن سيكون لها دورا رئيسيا في قصتنا.

بدأت الحكاية حين قرأت على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، قائد ثورات القرن الواحد والعشرين، عن دعوة إلى اعتصام تضامني مع ثورة مصر النقية، وحين وجدت أن هناك ما يزيد عن الأربعمائة شخصية مستقلة وحقوقية معظمها من قطاع غزة وليست أيا منها حزبية بالتأكيد علقت بإصراري على الحضور، ولم يكن واضحا من الذي ينظم هذا الاعتصام.

وفي يوم الاثنين الساعة الثانية توجهت إلى حديقة الجندي المجهول وأنا خالية من أجهزة التكنولوجيا تحسباً لأي طارئ إلا من موبايلي، ووجدت هناك الزميلتين في العالم الافتراضي -وأقصد في التدوين وعلى موقعي تويتر والفيس بوك- الصحافية في الجزيرة توك نازك أبو رحمة والمخرجة المستقلة رزان المدهون، ولم أكن في الواقع قريبة منهن قبل ذلك، فتعارفنا سريعاً وأكدتا لي أن أحد أعضاء المجلس التشريعي عن كتلة حماس قال لهما أن الاعتصام غير موافق عليه رغم الاشعار به، ولكن في كل الأحوال وعدهن بعدم قمعه حتى لو جاءت الشرطة.

ولم تكد رزان تنهي حديثها حتى وجدنا سيارات عسكرية ومدنية وضباط من المباحث لايرتدون زيهم الرسمي، يحيطون بالصحافيين والحقوقيين والمدونيين الذكور الذين انضموا إلينا خلال دقائق معدودة، وكانت أولى محاولات الاعتقال للصحافي فارس الغول والمدون بشار لبد، والحقوقي مصطفى ابراهيم.

وسحبوا بطاقتي الغول ولبد، وطردوا الصحافي أحمد الضبة من المكان وتراجعوا عن اعتقال الحقوقي مصطفى ابراهيم بعدما عرفوا انه يعمل في إحدى المؤسسات الحقوقية، وحين رأينا نحن الأربعة بعدما انضمت إلينا الطالبة الجامعية والمدونة إباء رزق أن الوضع متوتر ولأننا لا نريد أية مشاكل قررنا الانسحاب من كل المكان خاصة أنه ليس أيا منا صاحبة الدعوة على الفيس بوك، لكننا صدمنا بوقوف سيارة عسكرية بيضاء -ذاتها التي حملت الشباب في اعتصام شارك يوم الخامس من ديسمبر الماضي- ملاصقة لنا ونزول بعض رجال الأمن والذين كانوا أكثر عنفا حيث سحبوا جهازيّ الموبايل لاباء ورزان، واعتقلوا المذيع في صوت الشعب رامي مراد والمترجم محمد الزعيم ووضعوهما في سيارة ماجنوم خضراء، زجاجها معتم.

وبعدها جاء أحدهم لينادي على رزان المدهون وبدأ يسحبها من يدها ونحن نمسكها من الجهة الأخرى ونازك تصرخ:” مش انت بتقول حرام تلمس إمرأة غريبة.. اتركها” حتى تحول معصم المدهون إلى لون أزرق من عنف ضابط المباحث، وما هي إلا ثوان حتى نادى أحدهم:” الشرطة النسائية” لأنه على ما يبدو لا يستطيع ان يمسك أكثر من معصم إمرأة، فوجدنا إمرأتين ضخمتين بجلباب أزرق وحجاب رمادي وعرفنا فيما بعد أنهما ماجدة وروان، تمسكان بالمدهون، ثم قرر رجال الأمن فجأة أن يأخذوا نازك فهجمت عليها الشرطيتان أيضا، وأنا التي كنت أعتقد أن حجمي ضخم، وأداوم على الرجييم منذ ثلاثة أعوام عرفت أني في نعيم بعدها..ولم أستطع مقاومة قوتهما فتوجهت حيث كان الحقوقي مصطفى ابراهيم واقفا، وسمعت رجل أمن يقول للشرطية: “اتركي الغول، لسة احنا بنحضر إلها شيء تاني”، ويبدو أنه غير رأيه، لأني وجدت غرابا ضخما يحط على كتفي ويزحيني من مكاني وكانت هذه يد احدى الشرطيات حيث قالت لي أن الضابط غير رأيه ويريدني، وأدخلونا جميعا في سيارة مدنية لونها احمر غامق بلوحة أرقام حمراء، فعلى ما يبدو أنها ارث من سلطة قديمة.

وركبت إلى جانب السائق وكانت كل من رزان ونازك في الخلف، وإحداهما قالت لي: “غريبة أننا تعارفنا في هذه الظروف”، والسائق والشرطية أخذا يشتماننا، وحين وصلت السيارة إلى مبنى المباحث وضعونا في غرفة بالمكتب بعد أن أخذوا منا كل متعلقاتنا، واستمروا بالشتم، وسرعان ما جاءت سيارة أخرى بالمدونة الزميلة إباء، وجاء أحد الضباط والذي سألته: “اذا كان هو حسن س”، فرد: “آه”، ثم سكت متردداً ونفى قائلاً: ” لا، ولماذا تسألين كي تكتبي عنه في الفيس بوك”، قلت: “لا، بل أريد أن أقابله شخصياً، عندي فضول”.

وبعدها فصلوني عن بقية الفتيات، وحين سألته إباء : “وين ماخد البنت”، رد بسخرية: “هاي مش بنت، هاي صحافية قديرة”، ووضعني في صالة لوحدي، وجاء بعدها بدقائق يحاول أن يمارس دور رجل الدين الداعي المهدي حين صرخ كأنه يملك صوت الحق: “وحّدي الله”، فقلت له: “لا تتكلم معي سوى بالقانون”، ثم جاء وسألني عن موبايلي ولونه وأعطيته المواصفات، وبعد حوالي نصف ساعة جرجروا جميع الفتيات إلى الصالة التي أجلس بها ووجدت ان عددهن زاد فليس هناك رزان ونازك واباء فقط، بل هناك الصبية سكاب سورجيو التي لم تتجاوز السابعة عشرة من عمرها وكانت قد انضمت للاعتصام في الجندي بعد اعتقالنا فأخذوها من هناك، وكذلك عبير أيوب وهي صحافية تعمل في الهيومن رايتس ووتش وجعلها رجل الأمن غصبا عنها تلحقه شبه راكضة وهو يقود دراجته النارية.

وبدأ مسلسل الاهانة والصراخ والتشكيك في إنتمائنا وديننا حتى حين طلبت بعض المحتجزات المصلية للصلاة أخذ بعض من عناصر الأمن يسخرون منهن رغم أنهن يرتدين الجلباب والمنديل، فما بالكم ماذا قالوا لمن لا ترتدي الحجاب مثلي؟، كل ما يخطر على بالكم من نفي عني الاسلام والدين والاخلاق، انطلاقا من قناعة غريبة أنهم هم فقط صوت الحقيقية والدين، ويجب أن ينفوا كل آخر غيرهم حتى لو كان الاخر قريبا منهم مثل الزميلات اللواتي كن في الحجز معنا ويرتدين الزي الشرعي الذي من المفترض أنه متناسب مع قناعة حكومتنا الثيوقراطية، لكن ذلك دون فائدة فقد وصفوهن بأبشع الكلمات، وهذا يدل ان الأمر كله سياسي ولا يتعلق بالدين، بل أن تكون نسخة عنهم وتابعا لهم في الوجهة السياسية ومنصاعا، وحكاية الدين ما هي إلا غطاء لمحاكمة الجميع باسم الله والجنة والنار.

وهكذا حاول الضابطان “حسن وأبو النور” إخافتنا بالصراخ والسباب حين كانت الشرطيات يعجزن عن التعامل معنا خاصة أن إحداهن كانت مستعجلة تريد أن تحضر عرس لقريبتها!!، وبدأن يأخذن الافادات ووضعوني على كرسي وحدي حتى انتهاء الفتيات من الافادات التي لم تفهمها الضابطة بأكملها فكان يلزم الفتيات أن يشرحن لها ما هو الفيس بوك، وكيف أنه من الصعب أن نعرف صانع صفحة الدعوة للاعتصام على الفيس اذا لم يضع اسمه، كذلك شرحن لها أننا لم نعمل شير أو مشاركة للصفحة، كن يتسمن بجهل الكتروني غريب، كذلك حين أصرت ماجدة أن تكتب عن الفتيات بصيغة المذكر وهنا تدخلتُ غيظاً، وقلت لها أن هذا ظلم لُغوي لها ولنا، ويجب أن تكتب عزباء وليس أعزب ولكنها أجابت: “أنا بعرف بس متعودة على هيك”.

كتابة افادات الفتيات تم بعد ان قام أبو النور بتصويرنا حين أمسكت كل واحدة بطاقة بيضاء عليها اسمها وعنوانها، كأننا مجرمات يشهدن على ملفهن الأمني، وحين ابتسمت نازك ساخرة، هددها بضربها “على بوزها” هذا الذي يسمى أبو النور وما هو إلا ابو الظلام، واستخدم معي العنف ذاته حين هددني  بعد أن وضع قلما موجها سنه الحاد نحو خدي الايمن، وهو يصرخ: “راح أكسر رأسك اذا ما حكتيش”.

وعنف أبو النور كان لاحقا لعنف من نوع آخر عنف إمرأة نحو إمرأة، فقد سألت إحدى الفتيات المحتجزات الجنرال ماجدة إذا كانت ستأخذ إفادتي، فخرجت الشرطية تسأل ورجعت مخرجة جميع الفتيات من غرفة التحقيق بحسم، وأغلقت الباب…

لحظتها عرفت أنها أخذت أوامر بضربي أنا بالذات فيبدو أن مباحث غزة تريد أن تلقنني درسا عنيفا وبهذه النية الخبيثة التي جاءت بها الجنرال والتي كانت واضحة من قبل على عينين الضابط “حسن س”، والتحضير غير المسبوق لي دون الأخريات، عرفت لحظتها كما أنا موقنة الآن من أرسل لي على مدونتي يوم العاشر من نوفمبر الماضي تهديدا بقتلي وحرقي وإيذاء ابني، والمضحك أن المباحث هي الجهة التي وصلتها شكوتي بعدما قدمتها إلى شرطة العباس.. وكل شيء حدث معي في هذا اليوم التاريخي في سيرتي الذاتية داخل المباحث العامة جعلني أتأكد أن المباحث تعتبرني محرضة أولى ضدها وليس غريباً ان تكون هي التي هددتني بالقتل سواء كان أحد ضباطها من فعل ذلك أو ضابط من جهاز الأمن الداخلي..

ودعوني أرجع معكم إلى قصة عنف المرأة للمرأة، فبعد أن أغلقت ماجدة الباب أمرتني والتي يسميها والدها الجنرال كما قالت لنا فيما بعد، أمرتني ان أقف بجانب الجدار، وسألتني: “من صاحب الدعوة للاعتصام؟”، فأجبت: “بعرفش” فضربتني كف بعنف بيدها الضخمة على خدي الأيسر، ثم أخذت الشرطية التي تدعى أسماء وترتدي نقاباً ولها عينين خضراوين مخيفتين بمحاولة ابتزازي حين قالت : “انت هنا ليس بسبب الاعتصام بل لأسباب تعرفينها”، فلم أرد عليها بل شعرت أن المشهد كله خرج فجأة من إحدى روايات البيست سيلر الأجنبية التي قرأتها مراراً.. انه مشهد بين السجان الظالم العنيف الخالي من القلب والضحية العادلة المظلومة، يشبه موقف لبطل الروائي الفرنسي ألبير كامو في الغريب، أو ملهاة من كتابات بلزاك، أو ليلة من ليالي ضحايا مستغانمي الذين ظلمتهم الحكومة قبل الاحتلال في مدينة قسنطينة الجزائرية، فلم أتأثر لمحاولة ابتزازها..

وحينها امسكتني الجنرال ماجدة التي لا ترتدي نقابا على غير العادة من شعري وأخذت تحركني يمينا ويسارا وهي تقول: “أنت من نظم الاعتصام”، وانا أردد: “غير صحيح”، وهنا تابعت الشرطية اسماء: “ولكن مسجات موبايلك تقول غير ذلك”، فأجبتها: “غير صحيح لا توجد عندي مسجات تخص الاعتصام”، وهنا فتحت روان الشرطية الثالثة الباب محرجة تطلب من الجنرال للمرة الثانية اخفاض صوتها لان الفتيات في الصالة ينصتون إليها، وأيقنتُ في تلك اللحظة أني احتاج شاهدا على ما يحدث لي، فصرختُ بصوت عال: “ليش انت بتضربيني؟”، ونظرت من الباب الذي كان على جانبي فمدت الزميلة رزان المدهون رأسها وفي الوقت نفسه امسكت الجنرال شعري ودفعت بي مرة أخرى، وهنا حصلتُ على شاهد عيان حي على ضربي إضافة الى أربعة أخريات سمعن صوت الضرب العنيف على صفحتيّ وجهي، وأكملتُ أقول للجنرال: “أني سأشكوها، وما تفعله يخالف القانون المحلي والدولي، وحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير”، وطبعا أخذت كلامي بسخرية وقالت: “أنت عندي متهمة ولست صحافية”، فأجبت: “المتهم بريء حتى تثبت ادانته، وحتى أنك لم تأخذي إفادتي”.

لأعترف: في بداية حجزي شعرت بالخوف وسمعت دقات قلبي ولكن في كل مرة ذهبت بها لاستخدام “الحمام “طبطبت على روعي شجرة الكينيا، ما جعل احدى الشرطيات تشك أني أذهب لفعل شيء في “الحمام” فكانت كل مرة تفتشني..

أما عن الشعور بالإهانة والإذلال فلم يقترب مني رغم محاولاتهم اليائسة لذلك، لأني أغلقت عقلي عن التأثر وأطفأت وعيي عن الإحساس، وشعرت أن أسماء الكاتبة داخلي ساعدتني كثيرا لتخرجني خارجي فغدوت أراقب واحدة أخرى تُضرَب وتحفظ المشهد جيدا لكتاب مستقبلي يحفظ كل دقيقة مما يحدث في زمن غزة الحالي والقاسي الضائع من عمر مدينتنا الحنون.

وقبل أن أنسى أريد أن أكتب كيف أخذت الجنرال ماجدة تصرخ مع المنقبة أسماء أثناء ضربي أن منظري ليس منظر مسلمة لأني لا أرتدي الحجاب فوجدت القوة لأرد عليها رغم أنها تكاد تخلع شعري من جذوره: “وهل تعتبرين ما تفعلينه من أخلاق المسلمة؟!” وهنا ردتا علي بنفس واحد :”طبعا فنحن نؤدبك”، وعلى الصوت العالي جاء مجموعة من رجال الأمن، وبدأت ماجدة تشكو مني أني “محضرة حالي ولا أستجيب لشيء” وقالت ذلك، وهي تضربني بظاهر كفها على رأسي مكورة أصابعها -ما يسمى البلحة-، وحينها هددني الشيء الذي يسمى بـ”أبو النور” بسن قلمه في خدي…

طبعاً لن أسب ولن أقول أنهم حيوانات كما وصفونا، ولن أحاكم أخلاقهم كما فعلوا، فطوال الوقت يهددون الفتيات بأنهم يستطيعون وضعهن في مكان آخر مع الداعرات والمتهمات بالأخلاقيات، وهو نوع من الابتزاز إلى درجة أن “أبو النور” قارن بين الزانية وغير المحجبة، ولن أدعو عليهم أو أشتمهم فلم أفعل هذا هناك كي أفعله هنا، وكذلك لم تقل أي فتاة من أدبها عليهم رغم قدرتنا على ذلك، والسبب أن كل واحدة منا صحافية ومدونة عندها ثقافة قانونية وتعرف حدود التعرض إلى رجال سلك الشرطة، ونسائه مهما بلغ ظلمهم، وهذا نابع من احترام لذواتنا وليس عن عجز وخوف.

وهذا ما قلته لماجدة الجنرال أني لم أضرب في حياتي أحداً، ولم يضربني أحدٌ لذلك لا اعتقد أني سأسامحها يوماً، وكان هذا ردي حين طلبت مني إفادتي، وقلت لها كان من المفترض أن تأخذي افادتي قبل ضربي وليس بعده، وأضفت أني لا أتحدث مع من يؤمن بالعنف ويعاملني بهذه الوحشية دون وجه حق، وأني سأشكيها إلى المراقب العام لوزارة الداخلية وإلى مراكز حقوق الانسان وكنت أتكلم بكل هدوء، إلى درجة ان ردها فاق توقعاتي الروائية حين قالت: “حقكك على رأسي”، وهنا غامرت وأنا أتوقع أن تضربني مرة أخرى حين طلبت منها أن تقول لي بوضوح أنها آسفة، وبالفعل تجاوز رد الجنرال ماجدة وحشية جنرالات كل الأدبيات الروسية حين قالت: “أنا آسفة”، فأجبتها:” إذن سأعطيك افادتي”، وهنا وضحت أني ذهبت لأشارك في اعتصام داعم لثورة مصر، ولا أدري أي شيء عن منظميه، ولأن الجنرال غير متأكدة من افادتي بدأت تلف وتدور وتسألني أسئلة شخصية عن حياتي، معتقدة أني غبية لأقع في فخ البوح، وهذا ما قلته لها أن محاولتها الترقيع واللطف لن تمحي كونها ضربتني، وحاولت ان تناقشني في امور دينية، وأيضا عرفت هدفها فهي تريد أن تعرف ميولي فأجبتها أنه من الممكن مناقشتها خارج الحجز في أمور الدين، وبكل اللطف الكاذب تابعت الجنرال ماجدة قولها: ” لماذا؟ ردي علي، أنا أكلمك بأخوية”، فأجبتها: “اسمعي أنت ضربتيني على عيني اليسار التي أعاني من كسل العصب فيها، كذلك على عملية الغدد اللمفاوية التي تحت ذقني من الجهة اليمنى، والآن أعاني من آلام شديدة رغم تنبيهي لك بذلك، فما الذي سيمنعك أن تستخدمي كل كلمة ضدي، وانا اعطيتك كل معلومات شخصية مسلية من إمرأة لإمرأة عن طليقي ووالد ابني وعن خطيبي، وعن سفري لدراسة الاعلام في الخارج في الوقت الذي طنشت فيه دراستي الجامعية، وعن مدرسة ابني، وخلص انتهى الحكي… وانت أيضاً حكتيلي انك مش متجوزة، وكلكن كذلك، وانتهت قصة المرأة للمرأة، فش اشي تاني اعطيك اياه”.

وهنا جاء الضابط “حسن. س” وقال لي: ” اجى ابوك بس طلع مش.. لانه مرضيش يوقع”، فبدأت أزمة التعهد غير القانوني الذي طلبت شرطة المباحث من الفتيات التوقيع عليه والذي فيه بنود تتعلق بعدم مخالفة العادات والتقاليد والاسلام والقانون وعدم الخروج بأي اعتصام غير مرخص والمجيء في اي وقت تستدعينا فيه المباحث، ولم توقع الفتيات إلا بعد أن تحول التعهد إلى بند واحد وهو عدم المشاركة باعتصام غير مرخص رغم شرحنا القانوني لهم ان الاعتصام يحتاج اشعارا وليس اذن السلطات او الترخيص كي ننتظر رفضه أو قبوله، ولكن دون فائدة، وبكل الاحوال كان هذا انجازا للفتيات اللواتي وقعن أخيراً على البند الوحيد، واتصلت الشرطة بعائلاتهن، وغادرن رغم اصرار الرائعة إباء على انتظاري ولكني طلبت منها المغادرة، وهنا بكت دموع لن أنساها أبدا، فغضبت الجنرال قائلة: “هذا يدل على انك قائدة لهن”، فأجبتها:” لا، أنا فقط الاكبر سنا”، وغادرت اباء بعد أربع ساعات احتجاز، وبقيت وحدي ساعة أخرى بعد أن اقترح “حسن س” على ماجدة أن تسألني عن اعتصام شارك يوم الخامس من ديسمبر، وأي اعتصام آخر شاركت به فقلت لها لا يوجد سوى اعتصام منتدى الاعلاميين في غزة من اجل الصحفي حمزة الحمارنة الذي اعتقلته رام الله لانه وضع صورا ساخرة لرئيس السلطة محمود عباس على الفيس بوك، وهنا ارتاحت أخيرا الجنرال لأنها انتهت من افادتي ووقعتُ عليها بعد أن قرأتُها ثم وقعتُ تعهد البند الواحد.

وأعرف أن شهادتي طويلة وتدوينتي الأطول من نوعها، وأشكر كل من يقرأها حتى النفس الأخير لأني أتحدث هنا بكليتي الروحانية والجسدية، وسأنتقل إلى الجزء الأخير الذي أعتبره الأخطر من ضربي وهو حين حولوني إلى الضابط المسؤول الذي لم أفلح في معرفة كنيته أو اسمه، ولكنه أسمر ممتلئ الجسم في منتصف الثلاثينات وشعره خفيف في مقدمته، ويجلس بجانبه “حسن س” على مكتب خشبي يتسلى بفحص أجهزة الموبايل التي صادرها من المحتجزين، وقال لي أنه سيخرجني رغم قدرته على سجني، وأن إسمي يتردد عندهم كثيرا في التحريض ضد حكومة غزة، وأنه متأكد من أن هناك مرة قادمة لي عندهم، وحينها سيحتجزني بعد ان يحضّر لي قضية، والتي ستكون حول إلقاء الشبهات على سفرياتي الكثيرة لأوروبا وأمريكا، فقلت له أن سفرياتي وتمويلها معلن عنها على مدونتي وفي الإعلام، وأني كاتبة وحاصلة على جوائز دولية فمن الطبيعي ان اسافر كثيرا، فحذرني من كتابة أية من “مقالاتي السامة” التي اعتدت كتابتها على حد تعبيره، أو تنظيم  والمشاركة في اي احتجاجات او اعتصامات موضحا بالحرف:” نحن نعرف انه في القانون يلزم الاعتصام اشعارا ولكني اقول لك انه لا ينفع معنا هذا فنحن نريد ترخيصا”، ومن ثم قال لي أنه عيب أن أتردد عليهم كثيرا في مكان تتردد عليه متهمات بالاخلاقيات والجرائم، فقلت له، انا هنا لسبب سياسي ولي الفخر أن أكون هنا، فلم يستطيع ان يمنع نفسه من الابتسام ثم بعصبية أضاف: ان هناك قرار سياسي ألا يخرج اي موقف من قطاع غزة مع الثورة في مصر أو ضدها حتى تتضح الامور واني لا امثل أحدا، فقلت: بالضبط لاني امثل نفسي ولا امثل الحكومة. وسألني اخيرا: “لماذا سألت عن حسن س في بداية حضورك”، فأجبته لأن “حسن س” تعمد أن يتكلم عن اخلاقي بالسوء إلى شقيقي مصطفى وأهالي الشباب الذين شاركوا باعتصام شارك في شهر ديسمبر، فأردت ان أراه، وهنا صرخ “حسن س” الذي أنكر في أول وصولي للمباحث أنه ذاته حسن س: “انا لم أقل ذلك ..ولا أخشى في الله لومة لائم”، وهنا وضحت له أن هذا الحديث جاء من أكثر من محتجز من الشباب واني قدمت به شكوى بخصوص ذلك. وحينها سألني الضابط عن مسج في جوالي أرسلتها إلى والد ابني حول المصروف، فأجبته بالفعل انا أذكّره برسوم مدرسة ابني، وهكذا أعطوني موبايلي ورجعت إلى المنزل مشيا وحدي في المطر كي أخفف من الحنق والألم.

وحين وصلت إلى المنزل عرفت من والدي أنه كان متوجها إلى الاعتصام مع ابني في الجندي، وهناك قالوا له انه تم احتجازي في المباحث فتوجه إليها، وحاول الضابط نفسه أن يجعله يوقع ولكنه رفض ذلك، ثم وجه إلى والدي حديثا غير مؤدب عن تربيته لأبنائه وبناته، فقال له والدي:” أنت موظف هنا ليس لك علاقة بتربية أبنائي تكلم فقط معي بالقانون”، فطردوا والدي وابني من المكتب بكل صفاقة.

وهكذا أتوجه بشهادتي هذه إلى كل معتقلة، ومعتقل ظلمه السجان ورجل الأمن، وإلى حكومة غزة التي أطلب منها ان تكون حكومتنا جميعا وترعى حقوقنا، وليس الذين يوالونها فقط ويدعمونها، وينافقونها، وأن تضع حدا للظلم باسم الأمن والقانون والدين.

65 تعليق to “تضامنت مع ثورة مصر..فإذ برأسي تحت يدي “الجنرال” ماجدة !!”

  1. M.B Says:

    و اللله لا اعرف ماذا اقول بعد قرائتي لهذه التدوينة الطويلة ، أصبت بالغضب و الحزن، و الاحباط في آن واحد..
    حتى متنفسنا الوحيد عبر الانترنت أصبح مخنق.
    لا سامحهم الله علي فعلهم.
    الظلم ظلمات، و نهايته سيئة.

  2. Yassin Says:

    كل التضامن و التحية لك أسماء و لزملائك في هذه المحنة.. عندما تتغلّب عقلية القمع و العنف و الإلغاء على كل شعور إنساني فلا يوجد شيء كثير نفعله.. للأسف

    تحية

  3. hammam Says:

    مدونة طويلة بل هي الاطول كما قولتي…..
    لا ادري ما اقول
    انا اعرف شيئا واحدا

    ان نظام حماس في غزة هو نظام قمعي وصل لدرجة الافلاس
    وما اعرفه انا

    انه عندما يصل أي نظام إلى الإفلاس فليس أمامه إلا تعميم القمع وقولبته بإطار قانوني
    هذا ما قاله لك عندما قال نعرف ان الاعتصام يحتاج الي اشعار ولكن نحن نريد موافقة

    اسماء هذا ليس بالجديد لا عليكي ولا عليهم
    ادرك انك الاقوي بعقلك ….
    سنحيا يوما بكرامة

    • asmagaza Says:

      طبعا ..تجاوز القمعية الى اعتقاد انه نظام الهي..وبذلك يحكم باسم الدين والسلاح وهذا اكثر نظام قمعي ممكن يبدعه التاريخ

  4. مظلوووووووووووومة Says:

    أسماء نفسي تعرفي قديش أنا نفسي أحكي معك انا سبق وطلبت منك أي وسيلة اتصال صدقيني مقهورة أكتر منكــ ( احمدي الله إنه سبب هالشي كان سياسي رغم إنهم ما بيطلعو حدا من عندهم غير بملف دعارة أو عمالة أأأأأخ يا أسماء أأأأأأأأأأخ انا بحبك وخايفة عليكي كتير خايفة يصير فيكِ زي ما صار فيي ما بسيبو حدا بحالو لو بلبسوكي قضية تلبيس ما إلك فيها)

    والله يا أسماء القصة إاللي بدي اوصلك إياها في24\2 بتمر عليها الذكرى السنوية الأولى
    إنتي بالذات يا اسماء اللي لازم احكيلك إياها نفسي أريح روحي وأشفي نفسيتي

    بانتظارك حبيبتي أسماء الله يحميكِ و ويسلم عمرك من كل ظالم وابن حرام ويخليلك ناصر يارب

    مظلومة وحياة الله مظلومة

  5. مظلوووووووووووومة Says:

    ماتنسيني أسماااااااااااااااااااء!!!
    قلبي وعقلي عندك!!
    بحبكــ

    • asmagaza Says:

      وانا بحبك
      وبعتلك ايميل على تعليقك القديم..بس انت ما رديت علي
      ابعتيلي تعليق ومش حنشره بايميلك الحقيقي علشان ابعتلك عليه رسالة من ايميلي
      كل عقلي وروحي معك

  6. نازك ابو رحمة Says:

    أسماء اسلوبك جميل في الطرح والربط بين التفاصيل …
    كان يوم صعب لكن من أجل الحرية والتضامن مع الشعوب لا يهم !..
    والحياة تسير في دائرة 🙂
    تحياتي لكِ

    • asmagaza Says:

      حبيبتي يا نازك
      ثلاثة أصدقاء من الصعب نسيانهم
      صديق السجن
      صديق الطفولة
      صديق..نسيت الثالثة ههه حكتبها اول ما اتذكر

  7. Tarek Zamzam Says:

    صديقتى .. انتِ ضُربتى فى سجنك و صمدتى ايمانا منكِ بحقوقك الانسانيه و الآدميه و نحن هنا ضُربنا فى سجن اكبر ( شوارع القاهره ) و صمدنا و حاربنا بحثا عن الحريه و ايمانا منا بنزع ذرات الخوف المتبقيه فى قلوبنا .. لقد واجهتى الجنرال ماجده و نحن واجهنا الجنرال أمن .. فى النهايه كل منا فخور بما فعل .. متضامنون

  8. سامح ابو وديع Says:

    أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ…!

    لعنهم الله واذلهم وكسر ايديهم .. الظلم ما بدوم وعمرو قصير ..

    هم ابعد ما يكون عن الدين فقد اتخذوه وسيلة للمحافظة على سلتطهم الزائلة ..

    اين الجزيرة التي تتدعي الحياد من هذه الجرائم ..!!

    تحياتي اسماء واحمد لله على سلامتك

  9. مهند Says:

    الله يكون في عونك اخت اسماء
    مين ما بيعرف اسلوبهم , تصوري فتاة اقل من 25 سنة وتعمل محققة ومعذبة
    شو بتتوقعي من ماجدة

    • asmagaza Says:

      اشكرك جدا
      صحيح ولما عرفت اني اكبر منها وعمري 29 انصدمت شوي..وقلتلها تخيلي انك ضربت وحدة اكبر منك، ردت علي: اول مرة اضرب حدا بحياتي..فقلت لها انا مش مصدقاك وعموما سوء حظك انك اول مرة تضربي في حياتك وطلعت وحدة صحافية
      كل مرة بكتشف تفاصيل مؤلمة جديدة غابت عني وانا بكتب التدوينة

  10. jafra78 Says:

    اسماء : قرات للاخر
    بصراحة ما فيني احكي ابدا اني مصدومة او مش مصدقة
    بس طبعا تعالي احكي هيك للناس اللي اله حماس و غزة و الحكم الديني بعد الحرب على غزة و ارتفاع اسهم حماس للسقف العالي عند الجماهير
    من جهة لانهم متدينيين و بتعرفي قديش نحنا بنخاف من انو حدا فيهم يزعل منا و نتيجة الظلم الواقع عليهم من قبل اسرائيل و تخاذل السلطة في رام الله
    الاختراقات هاي اللي عم بتصير و عدم تفهم الحكومة بغزة لتوجهات الشباب و حريتهم و عدم احتواء المثقفين منهم و الذين لهم اتجاه مغاير
    ما رح ينتج عنو الا اسقاطات بتمنى انها ما تمس القضية الاساسية اللي عم تتداعى تحت مزاعم السلطة هون و هناك
    بالنسبة لقصص التعامل و الحجاب انا من الناس اللي حاسة فيكي كويس مع اني مش بغزة و بدولة متحررة نوعا ما بس النزعة الدينية السطحية اللي عم يمر فيها المواطن العربي ( ايا كانت ديانته او طائفته ) بتخلي الامور تتعقد و الحياة اصعب
    و الناس امثال الجنرال ماجدة موجودين بكل محل لكن كيف لو ملكوا جنب السطحية سلطة ؟
    اللي تعرضتيلوا نتيجة اعتيادية
    يعني حكومة غزة ما فرقت عن الحكومات الاخرى بس استلمت مكان و شعب ؟؟
    مع انهم كانوا بوعدونا بالحكم العمري و الفاروقي ؟
    مع هيك انا مش مستغربة
    لكن بحييكي لشجاعتك
    و بتمنى تضلي بخير بعد اللي كتبتيه
    و بعتذر للاطالة

    • asmagaza Says:

      انا ما كنت شجاعة وما كنت جبانة
      انا كنت عادية وبس..العقل يساعد كثيرا في مثل هذه المواقف
      اتفهم وجهة نظرك السياسية..
      وانتظر منك دائما تعليقاتك..واحب الاطالة انا
      محبتي
      اسماء

  11. sunbula Says:

    shou 7ayawanat wmunafiqin…mish fahme ayya 7ada baddo ta7rir falastin 7a2i2i by2dar y2ayyad 3alam by3amilo hayk bi sha3bon

    • asmagaza Says:

      اوافق كلامك..ناس متل هيك ما الهم علاقة بالوطن..ابدا ابدا ولا بتحرير فلسطين
      واشكرك على الرسالة اللطيفة على الفيس بوك
      محبتي
      اسماء

  12. fadi Says:

    رائع اسماء والف حمدالله على السلامة والى الامام دوما
    عاطر التحايا

  13. razanpress Says:

    حبيبتي أسماء ,
    رغم صعوبة الموقف وقهره
    إلا أنني كسبت التعرف إليك !!
    استمري يا صاحبة القلم الثائر , ودمنا صديقات

    رزان المدهون

  14. محمُود المنيراوي Says:

    رغمَ طول التدوينة، ورغمَ أنني أعرفُ الكثير مما يحصل داخل السجون
    إلا أنني في كل سطرٍ كنتُ افنجلُ عيوني، وكأنني لأول مرة اقرأ شيئاً مماثلاً

    أسماء يا صديقتي،
    فعلوا، ويفعلون، اكثر من ذلكَ
    ولكنكِ كنتِ أكثر مما قد ظنوا أنهم فعلوا

    تحيتي ومحبتي الخالصة

  15. hammam Says:

    بالنسبة للاستاذة جفرا
    انتي بتحكي انو حكومة غزة ما فرقت عن الحكومات الاخرى بس استلمت مكان و شعب

    لا انا بحب اقولك انو الوضع في غزة وضع شاااذ من حكومة شاذة من اشخاص لديهم شذوذ وطني فكري
    هو انا متناقض بشغلة انه حكيتلك فش حد زيهم
    بس للاسف هو في حد زيهم نظام طهران وطالبان
    طهران الي من يومين حكا امامها الخميني لاول مرة بالعربية الفصحي موجه خطابا للشعب المصري
    يدعوهم لمواصلة الثورة نسي ما قام به ضد ملاييين الثوار من ابناء ايران بعد الانتخاباتتت
    طبعا غير الاعدامات اليومية
    وهذا حال حماس
    بعدين انا بدي اقولك ليش كمان هم وضع شاذ
    الدول التانية ثبت فيها قيام ثورات
    حتي الثورة في مصر ابطالها لم يكونو يتوثعو عدد الشهداء ولم يتوقعو وجود شهداء
    اي شاب في غزة قبل ان يخرج لاي نشاط في غزة واي ثورة
    حتي تورة الكرامة المزعومة بيخاف من استخدام حماس للرصاص الحي
    الشاذ في الموضوع انو الدول التانية بتسخدم مسيل دموع
    حماس بتستخدم رصاص حي”علي فكرة كمان مخصصوص للمظاهرات رصاص كلاشنكوف مش ام 16″

  16. abu yazan Says:

    أسماء اباء نازك سكاب رزان عبير
    خوات رجال وبتستحقو كل احترام
    يسلم قلمك يأسماء

  17. عابر Says:

    الكلمة الأولى أوجهها إلى “ظالميك” لو كانوا يسمعون:
    حاذروا ظلم الفذ, إذ ليس بوسعه أن ينسى و أن يبادل الظالمين ظلماً, و ما الفذ إلا بئر عميقة يسهل على من يشاء أن يلقي فيها حجراً. و لكن من يقدر أن يستخرج هذا الحجر إذا بلغ قعر البئر السحيق؟
    أما الثانية فلك:
    أقول و قد تنكرين علىّ فظَّ الخطاب, و قد تحجمين عن إدراج تعليقي, و مع ذلك فسأبث ما جال في صدري بعد مطالعة مقالك و ما احسبني قاسياً عتياً:
    إن كنتِ عاشقةً للحقيقة فما لكي و ميدان الجماهير الذي يغص بالغوغاء و المهرجين؟!
    سيري في طريقك و دعي الشعوب تتبع مسالكها, فما هي إلا مسالك ادلهم ظلامها فلن يلوح فيها بارقُ أمل, فعلى تلك السبل لا يسود إلا المتاجرون بالقيم حيث لا بارقة إلا من لمعان “الدنانير”.
    هذه الكتل التي يسمونها شعوباً أُوهمت أن في حكم الرعاع “الديمقراطية” خلاصاً, فلا أرى سعيها إلا في ضلال, و لن يأتي إلا من يُحلها دار البوار.
    دعي المشاغبين و التصقي بدوحتك الرصينة “شجرة الكينيا” كما تمثلتيها, فما ميدان الجماهير إلا معترك يهدد ملكة الحكم عندك بين “التكفير بالدين” و “الإخراج من الديمقراطية”.
    جنب الله بلادنا السوء
    و لا تخلت عنايته عن “المحروسة”.

    • asmagaza Says:

      اتفهم كلامك..ولكنه غير مقنع بالنسبة لي
      وكونك ستصبح أميرا..لن يغير شيئا من اختلافاتنا..
      محبتي صديقي غير العابر

  18. عمر فارس أبو شاويش Says:

    يا أسماء، لم تتركي لنا متسعاً للرد
    فكانت الدموع أقرب إلى محبرة القلب
    لربما، تكتب وتشجب وتستنكر وترفض
    كل ما جرى معكم .

    حمداً لله على سلامتكنّ
    وحفظكنّ الله .

  19. رَمْ Says:

    سأحدثك بمنتهى الصراحة. عندما قرأت هذه المدونة فإن أول ما تبادر إلى ذهني هو مدونة سابقة لك تحدثت فيها عن وجود تيار متنوّر في حكومة حماس بغزة، وقلت لك يومها أن لا فرق عندهم بين معتدل ومتطرف، فكل ما يقومون به هو عملية تبادل للأدوار في إطار إحكام السيطرة السياسية والأمنية على قطاع غزة. إنهم يتبعون أساليب العصابات المنظمة في قمعهم للجمهور وإرهابه ولا يأبهون لقانون أو لمؤسسات حقوق إنسان. فهم في الواقع متخلفون تماما عن تاريخ هذه الأفكار، ويعيشون عصور ما قبل شرعة الحقوق الإنسانية والحداثة، فتذكري هذا الأمر دائما .. آمل لك حياة أفضل.

  20. نوفه Says:

    يالله يا اسماء
    اي عظمة فيك حينما تطلبين من تلك المرأة ان تعتذر منك
    والله علمتني درسا في التسامح، درس أعرفه لكني لم استشعره مثل الآن
    أنت امرأة عظيمة
    حفظك الله عزيزتي

  21. Ahmed Says:

    إذا لم يتحرك الشارع الفلسطيني بانتفاضة شعبية كاملة على كل هذا الظلم والتخلف، سيكون أمثال أسما كثر، تدونيتك تدمي القلب اسما، لن يستمر أحد في هذا القمع طويلا، سيأتي لهم اجلهم اجلا أم عاجلا.

  22. روماريك Says:

    سرد ممتاز كالعادة،،
    “أما عن الشعور بالإهانة والإذلال فلم يقترب مني رغم محاولاتهم اليائسة لذلك، لأني أغلقت عقلي عن التأثر وأطفأت وعيي عن الإحساس، وشعرت أن أسماء الكاتبة داخلي ساعدتني كثيرا لتخرجني خارجي فغدوت أراقب واحدة أخرى تُضرَب وتحفظ المشهد جيدا لكتاب مستقبلي يحفظ كل دقيقة مما يحدث”
    في هذا المشهد كان الانتصار
    اليوم قام عضو في احدى الشبكات الحوارية بانزال موضوع يتحدث عن انك قائدة صفحة ثورة غزة،
    موفقة

    • asmagaza Says:

      شبكة فلسطن للحوار الحقيرة تقول أني قائدة ثورة غزة، وهذا غير صحيح بالمطلق، لأنه ببساطة لو كان هذا صحيحا سأعلن ذلك، فلم أعتد الاختباء وراء صفحات الانترنت مجهولة الهوية..وأنا أقولها بصراحة أنا ضد أية ثورة يقودها حزب بعينه ضد حزب آخر..

  23. حسن Says:

    حمدلله عالسلامه

    مع اني مبسوط لثوره شباب مصر علي الواقع المرير الي بيعيشوه من ظلم اجتماعي واقتصادي وامني لكني زعلاااااااان وعلي راي المصريين (هافرئع من الغيض ) لان المعبر مقفل بوجه السفر

    انا نحس يعني ماحبكتش الثوره الا لما اخيرا حصلت علي فيزا لايطاليا بعد معاناه . ومادام الحكايه خربانه خربانه يبقي هاشارك في اي تظاهرات في غزه لو حصلت ضد الحكومه . مهما قالو للاعور هانضربك علي عينك قالهم مهي خربانه خربانه

    علي فكره بدات حمله استدعاءات من قبل الداخليه لكثير من الشباب و بدات اليوم في تل الهوا

  24. حسن Says:

    مبارك اتصل في زين العابدين بن علي قاله لو هاتنام بدري ابئي خلي مفتاح الشقه تحت عتبه الباب

  25. مقلوبة Says:

    أصبتِ حرارة في قلبي..
    كنت متكئا فجلست..
    وسارحا ملتهبا فانتبهت..
    وجسدي الذي تهيج.. أطفأته بكوب بارد من الشاي صنعته قبل بداية القراءة..
    كلماتك هذه تذكرني بيوميات صافي ناز كاظم عن اعتقالات سبتمبر عام 1981 الشهيرة.. والسطور الطريفة التي كتبتها عن تجربة السجن ولكن شتان بين النصوص فأنا هنا أقرأ فقرات جاهزة من لائحة اتهام تقدم للإنسانيين حول العالم..!
    قد لا أكون متزناً بما يكفي لأكتب ما يدور في خلدي ولكن يكفي أني شاهد آخر في هذا الزمن..

  26. احمد الضبة Says:

    كان يوم لذيذ… بس و الله عصبني يومها الشرطي.. قال لما ما عرفش يرد على مصطفي ابراهيم صار يتطلع فيا و عصب و حكالي : انا مش قلتلك تروح من هان و لا حابب تنضرب؟؟ ههههههه عنجد لمسني

  27. ahmed Says:

    raheeb ya asma, walaah 3ala rasi anti yalla t3ali i6alia bala 7amas bala 5ara

  28. emad .a.b Says:

    الحمد لله عالسلامة أسماء .. وعفكرا …
    ابو النور ده يا أسماء جربته انا قبل كده..وده…!!
    والبتاعة دي اللى بسموها جنرال اللى كانت بتحقق معاكي دي والعلم عند الله ليست انثى
    سلطة غزة وكوصف صريح لعناصرها . سلطة صغارها مضللون كالقطط المشردة وكبارها ومحنكون حنكة ثعالب تجول في فناء به خراف واسيادها شيء لم اجد بقاموس الوقاحة ما يصفهم فآسف على نفسي بأنى حاولت فتح هذا القاموس ..
    ويأخذون الدين ذريعة لما يفعلون .. !!
    هل ذُكر في دينكم ما تفعلون ام تأولون انتم ما تشتهون .. حسبي الله هو نعم الوكيل بكل ظالم عنصري طفح في عينيه الجشع وباتت المطامع جل مساعيه ..
    لستِ الأولى يا أسماء ولن تكونى الأخيرة .. فحسبك ربك غاليتي
    مش لو كنتى فضلتى بمصر كان احسن . بس بيني وبينك بتستاهلى برضو . إيه اللى مخرجك هناك لوحدك كده .. هو انتى لسي هتتعرفي على نظام غزة واللى بيحصل فيها ..

    مع خالص تحياتى

  29. yaminism Says:

    دعيني أؤكد لك ،
    أنا سخافتهم لا تدوم وأساساً لا يوجد لهم أي تصنيف قانوني فكل الأعراف القانونية هم مجموعة من العصابات الخارجة عن القانون ،,
    وهم مثال واضح للقمع والتخلف ، فحتى في سجونهم تجدي كل ما يعمل في الحقل السياسي او حتى في اي عمل للسلطة هما خرجيين مساجد ،. مش جامعات ,
    يعني التفكير بشكل عام بكون ضمن قوالب والخروج من القالب هو بالنسباله كفر شديد و بشكل لديهم ثقة عمياء بأنهم المنزلين من السماء وكل ما ينطق عنهم هوا باللسان الوحي !

    أتمني لك السلامة ولكل من أصابتهم لعنتهم السخيفة ، ومفيش حق بضيع طالما في ناس بتطالب فيه . .

  30. سميرة عاصي Says:

    تدوينة موجعه من فرط تعبيرها العالي والصادق…هكذا يحصل حين يؤله البشر انفسهم على بعضهم البعض…كلماتك تعبر عن نفسها ليس لي ما اضيفه سوى تضامني عبر نشر تدوينتك على صفحتي في الفيسبوك واشراك اصدقائي بالحالة السوداوية في غزة.
    استمري بقوتك وعطاءك لاحقاق الحق

  31. ابو جهاد Says:

    سوف نبقى طليعة النضال ولكن الجهل عو الانسان لكي كل التحية يا اسماء واني معروفة من انتي ومهما فعل السجان لكن الليل زائل

  32. ابو جهاد Says:

    سوف نبقى طليعة النضال ولكن الجهل هو عدو الانسان لكي كل التحية يا اسماء وانتي معروفة من انتي ومهما فعل السجان فإن الليل زائل

  33. محمد Says:

    بسيطه

  34. د . فضل عاشور Says:

    رائعة يا اسماء … تكتبى بطريقة مؤثرة وكل نساء فلسطين المستقبل سيكن رائعات و على شاكلتك

  35. عمر سعيد Says:

    عظيم مقالك..
    أنتي وطنك وقلبك مصري.. وأنا روحي وقلبي غزة، وعنواني حي الرمال
    نفس ما تتعرضين له تعرضنا له في مصر. لكن من جهات نعرف تبعيتهم لمن. الغريب أن يأتي نفس الموقف من كنا نتهم بالعمل لصالحها في ميدان التحرير.

    زميلك
    عمر

  36. أبو أسامة Says:

    تعودتِ الكذب العام
    لذا فتصديقك صعب جدا

    ويكفينا فخرا ان شرطتنا النسائية محجبة
    وانتِ متبرجة…
    فرجاءا لا تتكلمي عن التفقه في الدين…

  37. ابو هادي Says:

    بصراحة قرأت تلك الاخبار العابرة عما حصل لكم منذ حدوثه ولكن في هذه اليلة ولأول مرة افتح صفحات مدونتك بدافع الفضول والتصويت لك في تلك المسابقة الدولية وبعد ان وصل فضولي الى حدود مدونتك الطويلة استفاقت عيناي وقرعت اجراس مدوية في عقلي واللذي كان يصارع نعاسا وحالة من اللاوعي رغبة بالنوم واخذ قسط وافر من الراحة فبدأت التهم الكلمات وارسم في مخيلتي تلك الاحداث ولم الاحظ الا اعقاب سجائري تطفأ واحدة تلو الاخرى وبصراحة يا اسماء لم أفاجأ مما حصل فأنا اعرفهم جيدا وعايشتهم في اكبر حصونهم لمدة ناهزت العشر سنوات ليس غريبا عليهم محاولات اذلال النفس البشرية ولا الاهانات ولا تشويه السمعة ولا السب والشتم ولا العنف والضرب فلطالما كان التكفير والتخوين سمة المعارضين لارائهم والرافضين لسلوكهم الشاذ منذ عقود ولا تصفيني بالمحبط ( سواء قرأتيها باسم الفاعل او المفعول ) حينما اقول ان تلك العقليات لن تتغير ابدا ابدا لذا فكلي رجاء ان لا تحاولي التفكير بتغيير تلك العقول وحاولي التركيز على باقي الناس واستهدفي بشجاعتك تلك النفوس الطيبة والتي مازالت على الفطرة الوطنية والاخلاقية والسلوكية حتى لايقتنصها هؤلاء ويضموهم الى جيشهم المملوء بسواد القلب وظلمة العقول… اعذريني ان قلت انك حطمت حواجزا للخوف والرعب ستساعدك بأن تستمري بشجاعة اكبر في خطوات اكثر ، اتضامن معك واشعر بكل لحظة خوف شعرتي بها وكل نبضة الم نتجت عن ضربة او صفعة من تلك اللا ماجدة ومن عاونها واختم مدونتي هذه برجائك الاستمرار والتقدم وتفضلي بقبول الاحترام

    • asmagaza Says:

      لقد جعلتني أحبس أنفاسي وابتسم وأحزن وأغضب في الوقت ذاته..وليس أي كاتب قادر على ذلك في بضعة سطور..لذلك أرجو أن أرى مدونتك عن قريب فأنت كاتب ممتاز..
      بعد سجني وضربي في المرة الأخيرة 15 آذار وضرب المئات من النساء والاطفال وتهديدي واعتقالي كما كتبت في تدوينتي الأخيرة :”لست سوى تلميذة في مدرسة حبكم”..أقول لك يا أبو هادي أنني قررت أن أعمل بالنصيحة التي قلتها لي (فكلي رجاء ان لا تحاولي التفكير بتغيير تلك العقول وحاولي التركيز على باقي الناس واستهدفي بشجاعتك تلك النفوس الطيبة والتي مازالت على الفطرة الوطنية والاخلاقية والسلوكية حتى لايقتنصها هؤلاء )
      انهم بالفعل لن يتغيروا لأن طاقتهم على التدمير أكبر من أي طاقة أخرى لديهم لذلك يجب أن نحافظ على ما تبقى من غزة بعيدا عنهم..
      محبتي الكبيرة
      أسماء الغول

  38. Ehab Says:

    لا أملك الأ ان أقول نحن آسفون يا أختي الكريمة أبنة الكرام.
    لوالدك أقول يا عمي أعتذر لك لما فعله السفهاء منا.

  39. Hesham Safi Says:

    كانت عيوني تلاحق كلمات اسطر مدونتك واعلم اني اول مره اقرأ لكي بمدونتك الخاصه سمعت باسمك من احد الاصدقاء وحين سمعت باسمك قررت ان ابحث عن هذا الاسم وكان هذا فضولا كتبت علي محرك البحث جوجل اسمك
    ” اسماء الغول” وازا بملفات وصور وفيديوهات ومقابلات وتصريحات صحفيه وحقوقية وناشطه حقوقيه ومجتمعيه ضد الاضطهاد والظلم والقهر والجرائم الانسانيه قائمة طويله وكلي فخر بمتابعتها ويجعلني احترم كل حرف تنطقين به لحين ان وصلت لمدونة اسماء الغول وبدات اقرا بكتاباتك وكانت هذه التدوينة الطارئة طويله وصعبه واثارت الجوارح والانتماء الوطني والاخوه وسالت نفسي نحن اصحاب قضية وطنيه عمرها تجاوز 60 عاما من النضال والصمود في وجه عدو مستعمر فاشي ونازي والاخوه يعاملون بعض بهذه الطريقة ويلي علي يا امي فلسطين هيك ربيتي وهيك علمتي ولا مو تربية فلسطين ولا شو ولا شو
    سقطنا من العيون يا امي بكينا وضربنا وقهرنا وجهت لنا الاتهامات و الاهانات وكاننا عملاء والشي الذي لا يعرفونه اننا عملاء لهذا الوطن انها امي فلسطين ابها الجهلاء
    تحملتي كثيرا اخت اسماء وتحملنا كثيرا الا ان وصلنا لبكاء الرجال وما اصعب هذا البكاء الذي سمعت صوته جدران معتقلاتهم ولو نطقت لقالت وقالت وقالت لهم عبارات يهربون منها حين ينظرون بعيون بعضهم البعض اثناء ضربهم وتعذيبهم
    ساتابع من جديد مدونتك واقرا ما تقولينه

  40. abdallah Says:

    i like it

اترك رداً على asmagaza إلغاء الرد